السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد حذَّر الله -جل وعلا- عباده من أذية المؤمنين، وحرم عليهم إلحاق الضرر بالمسلمين:
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}
[الأحزاب: 58]،
وإن من أعظم الأذية بالمؤمنين النميمة، النميمة التي هي نقل الكلام بين الطرفين بغرض الإفساد:
كأن يقول لآخر: قال فلان فيك كذا وكذا، وفعل في حقك كذا وكذا.
وكأن ينقل له ما يوغر قلب أخيه المسلم، سواءً كان ذلك بقول أو كتابة أو إشارة.
وتشمل النميمة أيضا كشفَ ما يُكره كشفُه، سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه آخر.
فمن حقائق النميمة عند العلماء إفشاءُ الأسرار وهتك الأستار عما يُكره كشفه؛ ولهذا قالوا: "كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره فينبغي السكوت عنه،
إلا ما فيه تحذيرٌ لمسلم، أو دفعٌ لمنكر".
إن النميمة جريمة تعددت آثارها السيئة، وتكاثرت عواقبها الوخيمة، هي عادة ذميمة وعمل لئيم،
وجريمة أخلاقية منكرة لا يحسنها إلا الضعفاء والجبناء، ولا يتقبلها إلا الأراذل والتافهون؛
ولهذا تضافرت نصوص الوحيين على تحريمها والتحذير منها
{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}
[القلم: 10 – 11]،
{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]،
قيل: "إن الهمزة هي النميمة "، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(لا يدخلُ الجنةَ نمَّامٌ)،
وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مرَّ بقبرين، فقال:
(إنهما لَيُعذَّبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)
النمام يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صِلاتهم،
ويُذهِب المودة بينهم؛ ولهذا وصفه النبي -صلَّى الله عليه وسلّم-
بأنه إنسان ذو وجهين، يتلوَّن بحسب المصالح والمنافع،
ففي الحديث المتفق عليه: (تجد من شرار الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه)،
وروى أحمد أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (شرار عباد الله المشَّاءُون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العنت)،
فاتق الله أيها المسلم، واحفظ لسانك عن أذية غيرك من المسلمين تسلم وتغنم؛
فمن قواعد الشريعة المقررة ضرورةُ حفظ اللسان عن جميع الكلام إلا كلامًا
تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة؛
فالسنة الإمساك عنه حتى لا ينجر المباح إلى حرام أو إلى مكروه؛
فرسولنا -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت)
أيها النمام، راقب ربك واحذر سخط الجبار -جل وعلا-، واعلم أن النميمة لا تُحصى شرورُها، ولا تستقصى مفاسدُها،
قال يحيى بن أكثم -رحمه الله-: "النمام شرٌّ من الساحر"،
ويعمل النمام في ساعة ما لا يعمل الساحر في سنة،
ويقال: عمل النمام أضرُّ من عمل الشيطان؛
لأن الشيطان بالخيال والوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة.
أخي المسلم، إذا حُمِلَت إليك النميمة،
وقيل لك: إن فلانًا قال فيك كذا وكذا،
أو فعل في حقك كذا وكذا؛ فالواجب عليك بدلالات الوحيين أمورٌ هي:
أولها: ألا تصدقَ النمام؛ لأنه يفسق بنميمته فيرد خبره،
والواجب أيضا أن يُنهَى النمامُ عن ذلك وينصح له ويقبح فعله،
زار بعضَ السلف أخٌ له فنَمَّ له عن صديقه، فقال: يا أخي أطلت الغيبة عني، وجئتني بثلاث جنايات: بغضت إليَّ أخي، وشغلت
قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة.
وقيل لأحد العلماء: إن فلانًا يذكرك في قصصه بشرٍّ، فقال: يا هذا ما راعيت حق مجالسة الرجل؛ حيث نقلت إلينا حديثه،
ولا أديت حقي حيث أعلمتني عن أخي ما أكره،
ولكن أعلمه أن الموت يعمُّنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله -جل وعلا- يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.
وعليك -أيها المسلم- حين تنقل إليك النميمة ألا تظن بأخيك الغائبِ السوءَ،
وألَّا يحملك ذلك على التجسس والبحث والتحقق؛ فربنا -جل وعلا-
يقول: {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12].
لقد حذَّر الله -جل وعلا- عباده من أذية المؤمنين، وحرم عليهم إلحاق الضرر بالمسلمين:
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}
[الأحزاب: 58]،
وإن من أعظم الأذية بالمؤمنين النميمة، النميمة التي هي نقل الكلام بين الطرفين بغرض الإفساد:
كأن يقول لآخر: قال فلان فيك كذا وكذا، وفعل في حقك كذا وكذا.
وكأن ينقل له ما يوغر قلب أخيه المسلم، سواءً كان ذلك بقول أو كتابة أو إشارة.
وتشمل النميمة أيضا كشفَ ما يُكره كشفُه، سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه آخر.
فمن حقائق النميمة عند العلماء إفشاءُ الأسرار وهتك الأستار عما يُكره كشفه؛ ولهذا قالوا: "كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره فينبغي السكوت عنه،
إلا ما فيه تحذيرٌ لمسلم، أو دفعٌ لمنكر".
إن النميمة جريمة تعددت آثارها السيئة، وتكاثرت عواقبها الوخيمة، هي عادة ذميمة وعمل لئيم،
وجريمة أخلاقية منكرة لا يحسنها إلا الضعفاء والجبناء، ولا يتقبلها إلا الأراذل والتافهون؛
ولهذا تضافرت نصوص الوحيين على تحريمها والتحذير منها
{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}
[القلم: 10 – 11]،
{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]،
قيل: "إن الهمزة هي النميمة "، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(لا يدخلُ الجنةَ نمَّامٌ)،
وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مرَّ بقبرين، فقال:
(إنهما لَيُعذَّبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)
النمام يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صِلاتهم،
ويُذهِب المودة بينهم؛ ولهذا وصفه النبي -صلَّى الله عليه وسلّم-
بأنه إنسان ذو وجهين، يتلوَّن بحسب المصالح والمنافع،
ففي الحديث المتفق عليه: (تجد من شرار الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه)،
وروى أحمد أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (شرار عباد الله المشَّاءُون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العنت)،
فاتق الله أيها المسلم، واحفظ لسانك عن أذية غيرك من المسلمين تسلم وتغنم؛
فمن قواعد الشريعة المقررة ضرورةُ حفظ اللسان عن جميع الكلام إلا كلامًا
تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة؛
فالسنة الإمساك عنه حتى لا ينجر المباح إلى حرام أو إلى مكروه؛
فرسولنا -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت)
أيها النمام، راقب ربك واحذر سخط الجبار -جل وعلا-، واعلم أن النميمة لا تُحصى شرورُها، ولا تستقصى مفاسدُها،
قال يحيى بن أكثم -رحمه الله-: "النمام شرٌّ من الساحر"،
ويعمل النمام في ساعة ما لا يعمل الساحر في سنة،
ويقال: عمل النمام أضرُّ من عمل الشيطان؛
لأن الشيطان بالخيال والوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة.
أخي المسلم، إذا حُمِلَت إليك النميمة،
وقيل لك: إن فلانًا قال فيك كذا وكذا،
أو فعل في حقك كذا وكذا؛ فالواجب عليك بدلالات الوحيين أمورٌ هي:
أولها: ألا تصدقَ النمام؛ لأنه يفسق بنميمته فيرد خبره،
والواجب أيضا أن يُنهَى النمامُ عن ذلك وينصح له ويقبح فعله،
زار بعضَ السلف أخٌ له فنَمَّ له عن صديقه، فقال: يا أخي أطلت الغيبة عني، وجئتني بثلاث جنايات: بغضت إليَّ أخي، وشغلت
قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة.
وقيل لأحد العلماء: إن فلانًا يذكرك في قصصه بشرٍّ، فقال: يا هذا ما راعيت حق مجالسة الرجل؛ حيث نقلت إلينا حديثه،
ولا أديت حقي حيث أعلمتني عن أخي ما أكره،
ولكن أعلمه أن الموت يعمُّنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله -جل وعلا- يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.
وعليك -أيها المسلم- حين تنقل إليك النميمة ألا تظن بأخيك الغائبِ السوءَ،
وألَّا يحملك ذلك على التجسس والبحث والتحقق؛ فربنا -جل وعلا-
يقول: {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12].